ما أسرع رحيل هذا الضيف العزيز..!
وما أسرع أيامه ولياليه..!
وما أسرع أوقاته وما أجملها..!
وما أعظم نفحاته لمن عرف كيف يستثمرها!
ها نحن نقترب من توديع هذا الشهر الكريم.. وكلنا ألم وحسرة لفقدان أيام وساعات فاضلة تعد من عمرنا..
وما أشد خسارة من فرط في هذه الأوقات الفاضلة.. وشغل أيامه ولياليه بالعبث.. وأسوأ منه.. من شغلها بالمعاصي والمفاسد!
. ها نحن نقترب من اللحظات الأخيرة.. والساعات الاخيرة لهذا الشهر العظيم..
وها نحن نترك هذه الأوقات والمواسم المباركة.. ونترك معها.. صحائفنا وقد ملأناها ولكن.. بماذا امتلأت؟ وماذا سُجِّل فيها؟
وهل ستكون شاهدة لنا.. أم شاهدة علينا؟كنا بالأمس القريب.. نتشوق لاستقبال هذا الشهر ونستعد له قبل دخوله بأيام..
وفي غمرة الاستعداد.. مات البعض.. ومرض البعض الآخر.. ولم يصم هذا ولا ذاك.. رغم أنه كان مستعداً للصيام.
كنا نستعد له استعداداً كبيراً.. وهناك من تحول استعداده من استعداد روحاني إيماني.. إلى استعداد غذائي.. فكان هاجسه.. الأكل والشرب والنوم..
كان هاجسه تنويع المأكولات.. وكان همه أصنافها وأنواعها وأحجامها.. كانت كل نقاشاته حول الأكل والشرب.
* * هناك من استعد له أيضاً.. بالسهر والفرفشة ومطاردة المحطات.
* * وهناك من استعد له بالطاعة والإخلاص والصدق مع النفس والتزام الواجبات الشرعية.
* * هناك من يحاسب نفسه لحظة بلحظة.. كم فتح القرآن في رمضان.. هل فاتته نافلة؟ هل أخطأ.. هل ظلم أحداً؟ هل ارتكب محظوراً.. وماذا قدم لآخرته؟!
نحن الآن.. نعايش اللحظات الأخيرة لهذا الشهر.. ونسأل الله تعالى.. أن يتقبل منا صيامه وقيامه.. ونتساءل مع ذلك.. هل سنصوم العام القادم؟ هل سنكون على قيد الحياة؟ هل سنكون أصحاء أقوياء؟
هل سيكون في وسعنا الصوم؟
في رمضان.. كان هناك ليلة القدر (خير من ألف شهر) كيف أمضينا هذا الألف شهر.. وماذا سجلنا في تلك الليلة؟
أسئلة كثيرة وكثيرة.. نقولها ونحن نقترب من توديع رمضان.