اسرائيل الكبرى -هل تحقق الحلم؟؟؟؟
ما هي إسرائيل الكبرى؟ و هل حقاً تراجع الإسرائيليون عن إقامتها؟ أم أنّ مشروعهم ما زال مستمراً؟
إسرائيل الكبرى أو أرض إسرائيل الكاملة ??? ????? ????? : عبارة تشير لحدود أرض إسرائيل حسب الكتاب المقدس لليهود كما في سفر التكوين 15:18-21 حيث يذكر عهد الله مع إبراهيم:
18 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَقَدَ اللهُ مِيثَاقاً مَعْ أَبْرَامَ قَائِلاً: «سَأُعْطِي نَسْلَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِنْ وَادِي الْعَرِيشِ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ. 19 أَرْضَ الْقَيْنِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ، وَالْقَدْمُونِيِّينَ 20 وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ 21 وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ».
إسرائيل الكبرى في اللغة العبرية عاصمتها أورشليم القدس ويبنى الهيكل مكان المسجد الأقصى، تشمل إسرائيل الكبرى كل دولة إسرائيل الحديثة بما فيها الضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان بالإضافة للأردن ولبنان ومعظم سوريا وأجزاء من العراق والسعودية وتركيا، وقد تشمل بعض أجزاء مصر مع اختلافات حول موقع نهر مصر.
الدولة اليهودية حسب الحلم الصهيوني ليست كغيرها من دول العالم؛ فهي ليست دولة للمقيمين فيها وإنما هي دولة لليهود فقط دون سواهم سواء أكانوا مقيمين فيها أو غير مقيمين، ومن هنا تعتبر الصهيونية أي يهودي في العالم مهما كانت جنسيته حالياً وأينما وجد مواطناً في هذه الدولة، وهناك قانون إسرائيلي يعرف بقانون حق العودة يمنح لأي يهودي في العالم حقاً طبيعياً بالهجرة إليها ونيل جنسيتها.
تفتيت العالم الإسلامي وفق الحلم الصهيوني المشاهد لغطرسة الكيان الصهيوني في الأحداث الأخيرة على غزة يدرك تماماً أنها موقنة بوضعية العالم العربي، وأنا تسير قدماً لتحقيق مخططات لها غير معتبرة بأي وجود للعرب أو للمسلمين.
ولتحقيق سيطرتهم على كامل الأرض، فقد أوجبوا على أنفسهم السير في خطة على مراحل:
1- الانطلاق من فلسطين باعتبارها نقطة الازدلاف.
2- السيطرة على أرض الميعاد، أرض ما بين الفرات والنيل، وهذه هي حدود (إسرائيل الكبرى). لذا تجد أنه لا يوجد لإسرائيل الحالية دستور دائم، بانتظار السيطرة على بلاد ما بين الفرات والنيل، وفي هذا الزمن المعاصر منذ عام 1917م ، قاموا باحتلال كثير من مساحة هذه الأرض قبل البدء بالتراجع التدريجي نتيجة مفاوضات السلام المتعددة.
3- السيطرة على كامل الأرض بقدوم مهديهم المنتظر (ملك من نسل داود).
تفتيت العالم العربي والحلم الصهيوني:
قد حاولت إسرائيل طوال السنوات الماضية العمل على تفتيت العالم العربي بمساعدة الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية؛ ففي ثمانينيات القرن العشرين، ورغم معاهدة «السلام» بين مصر وإسرائيل، والمفاوضات المتعددة الأطراف، والحديث عن اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط… ظل التخطيط الصهيوني لتفتيت العالم الإسلامي -من باكستان إلى المغرب- «ثابتاً» من ثوابت العقيدة الصهيونية، ومقصداً محورياً من مقاصد المشروع «الاستعماري – الصهيوني».. ولقد صاغت المنظمة الصهيونية العالمية هذا المخطط، ونشرته في مجلتها الفصلية «كيفونيم» (الاتجاهات)، تحت عنوان (استراتيجية إسرائيل في الثمانينيات) – في عدد 14 فبراير 1982 – وفيه تقول بالحرف الواحد:
« إن تفتيت لبنان إلى خمس مقاطعات هو سابقة للعالم العربي بأسره، بما في ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية… إنّ دولاً مثل ليبيا والسودان والدول الأبعد منها -في المغرب- لن تبقى على صورتها الحالية، بل ستقتفي أثر مصر في انهيارها وتفتتها، فمتى تفتتت مصر تفتت الباقون – (!!) – إن رؤية دولة قبطية مسيحية في صعيد مصر هو مفتاح هذا التطور التاريخي، الذي أخرته معاهدة السلام، لكنه لا يبدو مستبعداً في المدى الطويل.
وإن تفتت سوريا والعراق لاحقاً إلى مناطق ذات خصوصية إثنية ودينية، على غرار لبنان، هو هدف من الدرجة الأولى بالنسبة لإسرائيل… ولأن العراق أقوى من سوريا، وقوته تشكل في المدى القصير خطراً على إسرائيل أكثر من أي خطر آخر، فهو المرشح المضمون لتحقيق أهداف إسرائيل في التفتيت، فتفتيت العراق أكثر أهمية من تفتيت سوريا.
وشبه الجزيرة العربية بأسره مرشح طبيعي للانهيار، وأكثر اقتراباً منه، بفعل ضغط داخلي وخارجي، وهذا أمر غير مستبعد في معظمه، خصوصاً في السعودية.
والأردن هدف استراتيجي في المدى القصير.. فليس هناك أي إمكان بأن يبقى الأردن قائما على صورته وبنيته الحاليتين في المدى الطويل. وينبغي أن تؤدي سياسة إسرائيل – حرباً أو سلماً – إلى تصفية الأردن بنظامه الحالي».
وهذا ما يؤكده ما حدث عام 2003، وكأنه تكرار لنفس المسلسل عندما علق رئيس الأركان الصهيوني الجنرال (موشيه يعلون) على أحداث 2003 في مقابلة مع صحيفة (يديعوت أحرونوت) (27/12/2003): ( لم يعد هناك عالم عربي. لم نعد نتكلم عن عالم عربي. لا يوجد شيء اسمه تحالف عربي. هناك لاعبون لكل منهم مصلحته الخاصة. والجميع يعرف أنّ في عالمنا أحادي القطب كل من يريد أن يُعتبر جزءاً من القرية الكبيرة عليه أن يكون مرتبطاً بالولايات المتحدة، وليس بأي حليف آخر).
فقد كانت هناك مطامع يهودية قديمة لرسم حدود دولة اليهود الكبرى عرفت بنظرية الدوائر الثلاث و هذه المحاولة هي ما نشرها المفكر اليهودي الألماني
ديفيد فريتشفيه
، في مقالة بعنوان :
البلدان المجاورة ، و هذه الحدود تتمثل في دوائر ثلاثة الدائرة الصغرى و تشمل فلسطين و الأجزاء الجنوبية من لبنان و سورية و العريش و النصف الشرقي من جزيرة قبرص ، الدائرة الوسطى و تشمل شرق الأردن و سيناء و سوريا و بيروت و جبل لبنان و جزيرتي قبرص و رودس ، و الدائرة الكبرى و تشمل مصر و العراق و الجزيرة العربية بأكملها و ليبيا و آسيا الصغرى و أرمينيا ، و هذه هي الأماكن التي يطمع فيها اليهود في عالمنا الإسلامي على اعتبار أنها تشكل في زعمهم دولة اليهود الكبرى
ومطامع اليهود في الجزيرة العربية تزيد عن الحدود المقترحة لدولة اليهود ،
بحيث تشملها كلها على مايلي :
الأراضي الواقعة على البحر الأحمر حيث يطمع اليهود أن يمتد نفوذهم إلى كل الأراضي السعودية الواقعة على البحر الأحمر ، و ما يتعلق بخليج العقبة و الذي يبلغ طوله على الحدود السعودية 152 كيلومتر ، فإن اليهود يطمعون أن تكون بحيرة يهودية خالصة تصل إسرائيل بالبحر الأحمر و يقطع الطريق بين الأردن و مينائه في خليج العقبة ، فقد نشرت جريدة هاآرتس اليهودية عام 1968 للميلاد مقالا حول المطامع اليهودية و منها احتلال شاطئ المملكة العربية السعودية المطل على خليج العقبة ، و هدف اليهود من احتلال هذا الخليج يفصح عنه اليهودي الصحفي الأمريكي الجنسية :
بن عانخته
في مقال له في صحيفة النيويورك تايمز الأمريكة حيث يقول ما نصه
عندما تصبح لنا معشر اليهود السيطرة الكاملة على العقبة و خليجها ، فإننا نستطيع مهاجمة الحجاز و تدمير الأماكن المقدسة الخرافية في مكة و المدينة
و أما ما يتعلق بمنطقة المدينة المنورة
زادها الله شرفا و عزا فإن اليهود يطمعون أن يمتد نفوذهم إلى تلك البقاع الطاهرة على اعتبار أن بعض القبائل اليهودية كبني قينقاع و بني النظير و بني قريضة قد سكنتها في فترة الجاهلية و صدر الإسلام و لهذا أعلن رئيس الوزراء اليهودي آنذاك بن غوريون
بعد الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة قائلا ما نصه :
لقد استولينا على القدس و استرجعناها و نحن اليوم في طريقنا إلى يثرب
و عندما زارت الزعيمة الصهيونية
غولدا مائير
مدينة إيلات بعد الحرب العربية الإسرائيلية تطلعت نحو الجنوب ثم هتفت قائلة :
إنني أشم رائحة أجدادي بالحجاز و هي وطني الذي علي أن أستعيده
و يقول موشيه ديان
وزير الدفاع اليهودي في المناسبة ذاتها :
الآن أصبح الطريق أمامنا مفتوحا إلى
المدينة و مكة
و أما ما يتعلق بمنطقة عسير
، فإن اليهودية تحاول أن تثير حولها بعض الزوابع التي تتيح لها المطالبة بها و قد نشر الكاتب اللبناني النصراني المأجور كمال سليمان ، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط الحديث في الجامعة الأمريكية في بيروت كتابا ، في عام 1985 للميلاد ادعى فيه أن جزيرة العرب و لاسيما منطقة عسير هي أرض التوراة المقدسة على أساس أن فيها قرى تحمل في زعمه أسماء عبرانية ، و أورد مجموعة من الأمثلة حول مفترياته من أهمها :
أولا : أن مصر ليست هي مصر الفرعونية التي هاجر منها بنو إسرائيل و إنما هي قرية المصرمة المجاورة لقرية أبها بالعربية السعودية نسبة إلى شخص يدعى آصارومي
ثانيا : أن أورشليم ليست هي القدس عاصمة فلسطين ، و إنما هي قرية بلشرم في ضواحي مدينة أبها بالعربية السعودية نسبة إلى عائلة تسمى بلشرم
ثالثا : أن بئر سبع ليست هي المدينة التي في صحراء النقب ، و إنما ،
و إنما هي حي شباعة بمدينة الخميس
رابعا : أن الأردن ليست هي الدولة المعروفة حاليا باسم المملكة الأردنية الهاشمية
و إنما هي قرية الداليم في بلاد زهران
و قد قامت وسائل الإعلام اليهوية و من يدور في فلكها بحملة إعلامية ضخمة للترويج لهذا الكتاب حيث نشرت مثلا مجلة النيوزويك الأمريكية خريطة لمنطقة عسير أسمتها :
إبراهيم نيو لاند
أي أرض إبراهيم عليه السلام الجديدة ، لذلك فلليهود محاولات لتحويل البحر الأحمر الإسلامي إلى بحيرة يهودية ، لأن من يسيطر على هذه البحيرة يمكنه ذلك من تهديد أقطار العالم العربي و العالم الآسيوي
يقول الكاتب اليهودي كاتس نولوف ما نصه :
إن البلاد الواقعة على سواحل البحر الأحمر غنية بالكنوز و المواد الخام ،و إن البلاد الإفريقية هناك في حاجة إلى أسواق و إلى وسيط لتسويق مواردها الخام و نحن اليهود نملك أسطولا بحريا ضخما قوامه 400 باخرة يهودية تعمل بين كافة موانئ العالم ، و إن من شأن أساطيلنا البحرية و الجوية في المستقبل تحطيم الحصار المفروض علينا و أن يفرض هذا الحصار على بعض الدول العربية بشكل أقوى مما فرضوه علينا ، كما من شأنها أن تحول البحر الأحمر إلى بحيرة يهودية
و بالنسبة للأراضي الواقعة على الخليج العربي
، فيطمع اليهود أن يمتد نفوذها إلى كل الأراضي العربية الواقعة في منطقة الخليج العربي، و ذلك لتستحوذ على مصادر الطاقة و النفط العربي ، و لكي يتسنى للمواصلات اليهودية أن تربط إتصالات مع البلدان الآسيوية ، و من أجل ذلك يقول الكاتب اليهودي
غولدشتاين
ما نصه :
سوف نقف كعملاق ضخم
يغسل قدميه في
مياه البحر الأحمر
و الخليج العربي
غير أن مطامع اليهود في الجزيرة العربية أكبر من هذا بكثير فقد نشرت مجلة التبشير اليهودية في عام 1923 للميلاد خريطة تبين أن حدود دولة اليهود الكبرى
تمتد لتشمل دلتا مصر و فلسطين و سوريا و لبنان و الأردن و العراق و الجزيرة العربية كلها حيث جاء في مقدمة هذه الخريطة مقال تحت عنوان :
شبه الجزيرة العربية هي الأرض الموعودة !
و أصرت الحركة الصهيونية على ضم شرق الأردن إلى الوطن القومي اليهودي ، ففي عام 1919 للميلاد شرحت نشرة فلسطين الصهيونية أهمية شرق الأردن بالنسبة لمستقبل الدولة اليهودية المقبلة في مقال جاء فيه ما نصه :
لشرق الأردن أهمية حيوية من الناحية الإقتصادية و الإستراتيجية و السياسية لفلسطين اليهودية ، و مستقبل هذه الدولة برمته يتوقف على شرق الأردن ، فلا أمن لدولة اليهود إلا إذا كان شرق الأردن قطعة منها ، إن شرق الأردن هو مفتاح البحبوحة الإقتصادية لدولة اليهود
و حين أقدمت بريطانيا في عام 1921 على إنشاء إمارة شرق الأردن المعروفة حاليا بالمملكة الأردنية الهاشمية منذ استقلالها عام 1946 للميلاد احتجت الصهيونية بشدة و لم تعترف بالوضع الجديد الذي حرم فلسطين ثلثي مساحتها بضربة واحدة حسب قول زعماء الصهيونية و على رأسهم
فلاديمير جابوفنسكي
زعيم الصهاينة التصحيحيين ، و من يقرأ إخواني مذكرات الزعماء الصهاينة و تصريحاتهم و خطبهم عقب إعلان قيام دولة اليهود عام 1948 للميلاد يدرك تماما أن مسألة استيلاء اليهود على الأردن مسالة مسلمة سياسيا و خطة عسكرية جاهزة التنفيذ حالما تسنح الفرصة .
و في انتخابات 1949 للميلاد رسم حزب حيروت اليهودي حدود دولة اليهود بالعبارات التالية :
إن الوطن القومي اليهودي الذي يشمل ضفتي الأردن يشكل وحدة تاريخية و جغرافية متكاملة و تقسيم الوطن هو عمل غير مشروع و أن أية موافقة على التقسيم لا تعتبر مشروعة أو ملزمة للشعب اليهودي ، و من واجب هذا الجيل أن يعيد الأجزاء المتقطعة من الوطن إلى السيادة اليهودية
و يقول مناحم بيغين
منذ أيام التوراة و أرض إسرائيل تعتبر الأرض الأم لأبناء إسرائيل و قد سميت هذه الأرض فيما بعد بفلسطين و كانت تشمل دوما على ضفتي نهر الأردن ، إن تقسيم الوطن عملية غير مشروعة و لن يحظى هذا العمل باعتراف قانوني ، و أن تواقيع الأفراد و المؤسسات على اتفاقية التقسيم باطلة من أساسها و سوف تعود أرض إسرائيل إلى شعب إسرائيل بتمامها
و قامت الصهيونية العالمية خلال المؤتمر السنوي لدراسات الشرق الأوسط في أمريكا الشمالية المنعقد في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1984 للميلاد بتوزيع مجموعة من الخرائط و التي أدمجت فيها شرقي نهر الأردن و هي المملكة الأردنية الهاشمية و غربي نهر الأردن و هي فلسطين و أعطتهما ثلاث مسميا و هي :
فلسطين ، أرض إسرائيل ، الوطن القومي اليهودي
و لم تسلم العراق
أيضا من المطامع اليهودية ، و نحن نرى الآن ثمارها تنضج من بعد مئات السنين من المخططات ، ها نحن نرى الآن احتلال اليهود لها ، و كانت مطامع اليهود في العراق منذ الفجر الأول للحركة الصهيونية و ذلك لعدة أسباب
أولا : لأن العراق في زعمهم هي مهد أبيهم الأول إبراهيم عليه الصلاة و السلام
ثانيا : العراق يحتوي في أصوله على أول جالية يهودية ترجع في أصولها إلى السبي البابلي
ثالثا : لأن العراق هو موطن البابليين الذين قضوا على الحكم اليهودي في فلسطين نهائيا ، في عام 856 قبل الميلاد ، حيث يعتبرونه بداية الصراع مع العراق
و خلال زيارة الملك العراقي
فيصل بن الحسين
إلى لندن في عام 1933 للميلاد تسلم اقتراحا من اليهود بتوطين 100000 يهودي في منطقة دجلة السفلى في ما بين منطقتي العزيزية و الكوت مقابل بعض التسهيلات المالية اليهودية ، و حين قامت دولة اليهود في فلسطين عام 1948 للميلاد ، رحل الكثير من يهود العراق في هجرة جماعية منظمة جدا و هم يهتفون قائلين : سيأتي اليوم الذي نعود فيه إلى العراق لاستعادة أملاكنا ، و يوم أن احتلت إسرائيل مدينة القدس
أعلن موشي ديان
قائلا ما نصه :
لقد استولينا على أورشليم
و نحن في طريقنا إلى يثرب و إلى بابل
و في لبنان
، كانت المطامع اليهودية قائمة منذ أن أخذت الحركة الصهيونية تعد العدة من أجل إنشاء دولة اليهود في فلسطين ، و ذلك للأهمية الجنوب اللبناني في مستقبل فلسطين من عدة نواحي حيوية أهمها الأهمية الإقتصادية حيث منابع نهر الأردن ، و مجرى نهر الليطاني و مصبه في تلك المنطقة ، هذا زيادة على الأهمية العسكرية لهذه المنطقة في أمن الدولة اليهودية ، ففي شهر نوفمبر عام 1919 للميلاد اقترحت النشرة الصهيونية ، مد الحدود اليهودية إلى شمال صيدا ، إدخال مدينة صيدون القديمة ضمن الأراضي الفلسطينية تحت الإحتلال اليهودي ، و في عام 1919 للميلاد ، حددت الحركة الصهيونية أطماعها في لبنان على ما يلي :
إن الحقيقة الأساسية فيما يتعلق بحدود فلسطين ، هي أنه لا بد من إدخال المياه الضرورية للري و القوة الكهربائية ضمن هذه الحدود ، و ذلك يشمل مجرى نهر الليطاني و منابع الأردن ، و ثلوج جبل الشيخ ، و يقول موشي ديان عند انتهاء الحرب العربية اليهودية الثالثة مانصه :
إن حدود إسرائيل طبيعية مع جميع جاراتها باستثناء لبنان
أما عن المطامع اليهودية في مصر
فكانت الصهيونية تطمع في صحراء سيناء في مصر منذ البداية حيث
دخل الزعيم اليهودي الأول هرتزل
في مفاوضات مع وزير المستعمرات البريطاني شان بيرلن منذ عام 1898 للميلاد حول إقامة دولة يهودية في سيناء تتمتع بالحكم الذاتي تحت الإشراف البريطاني ، فيقول هرتزل لتشان بيرلن :
هناك أراضي خالية في العريش و في سيناء ، تستطيع انجلترا أن تعطينا إياها ، و يكون لها في مقابل ذلك زيادة في قوتها وولاء 10 ملايين يهودي ، فأجاب تشان بيرلين :
نعم لا مانع إذا رضي اللورد كرومر بذلك ، و بناء على ذلك انتقلت المفاوضات إلى القاهرة حيث أرسل الخبيث لجنة صهيونية إلى مصر لدراسة شبه جزيرة سيناء على الطبيعة ، و قد انتهت تلك اللجنة اليهودية إلى أن الإقليم صالح للإستعمار ، و أوصت أن تكون العريش هي بداية المشروع الإستيطاني اليهودي على شرط جلب الماء العذب من مياه النيل ، و لكن اللورد كرومر رفض إيصال الماء إلى سيناء ، و على الرغم من فشل جهود هرتزل في هذا الصراع ، فإن الحركة الصهيونية لم تصرف النظر عن هذه البقعة من العالم ، على أساس أن سيناء فلسطين المصرية ، و هي تشكل جزءا من فلسطين الكبرى ، و أما أطماع اليهود في مياه النيل ، فهي قائمة إلى يومنا هذا ، و لو عن طريق البيع للتمكن من تعمير صحراء النقب و استقبال هجرات اليهود المتتالية إلى فلسطين المحتلة ، غير أن مطامع اليهودية في مصر أوسع من ذلك بكثير ، فهي تطمع باحتلال
قناة السويس
و ما وراءها حتى تصل إلى الدلتا و الإسكندرية ، ليتحقق حلم اليهود القديم و الذي يقول :
من الفرات إلى النيل كما ورد في العهد القديم !
ودي و احترامي