غالبًا ما تشبه المرأة بالوردة, وتذكر الميثولوجيات القديمة أن الزهور لم تكن إلا صبايا قتلهن الحب
فتحوّلن إلى زهور, لذلك فإن أول تعبير يقوم به المحب هو إهداء وردة إلى حبيبه.
وفي محاولة للعودة إلى تلك الأساطير,
نستعرض أهم الزهور التي ارتبطت أسطورتها بالمرأة
البنفسج
تروي أسطورة إنجليزية أن ملك الثلج شعر بالوحدة في قصره الجليدي,
حيث كل شيء صامت وجامد, فبعث جنوده للبحث عن فتاة جميلة تدخل الدفء والسعادة إلى قلبه,
وجد الجنود فتاة خجولا اسمها فيوليت (بنفسج),
أحضروها له, فوقع في حبها فورًا وتحوّل بفعل تأثيرها من رجل قاسي القلب, وعبوس, إلى رجل دافئ ولطيف,
وقد رجته فيوليت مرة للذهاب لزيارة أهلها, فسمح لها أن تقوم بهذه الزيارة في الربيع
شرط أن تكون على شكل زهرة, ثم تعود إليه في الشتاء,
وهكذا تحولت الصبية إلى زهرة حملت اسمها.
الزعفران
تقول الأسطورة: إن (كروكوس) كان راعيًا شابًا يتمتع بروح نبيلة,
وقد وقع في حب حورية اسمها (سميكلاكس), وقد تأثرت الآلهة بعمق حبه وهيامه,
فحوّلته إلى زهرة أبدية (لا تموت),
هي الزعفران, حيث تعلقت بها (سميكلاكس) حتى الموت.
التوليب
وتقول إحدى الأساطير الإيرانية إن شابا اسمه (فرهاد) وقع في حب فتاة اسمها (شيرين),
وقد وصله يومًا خبر موتها, فحزن عليها حزنًا شديدًا, ودفعه يأسه إلى أن يقفز بجواده من أعلى أحد الجبال,
فلقي حتفه, وحيث نزفت دماؤه, كانت تنبت من كل نقطة زهرة تيوليب وذلك رمزًا لحبه المخلص,
وقد ارتبطت زهرة التيوليب بهذا الرمز, وأصبحت زهرة الحب عند الإيرانيين القدامى
عصفور الجنة
تقول أسطورة إسبانية إنه في قديم الزمان وصل إلى إسبانيا شاب شهم وكريم الأخلاق,
أقام في مزرعة تدعى (الجنة), هناك تعرف على خلاسية شابة أحبها وتزوجها,
إلا أنه في مزرعة مجاورة, كان يقيم شاب اسمه رودريغو أقسم على الانتقام من الشابة الخلاسية,
التي كانت رفضت عرضه للزواج, فلجأ إلى الحيلة للانتقام منها,
فتقرب من زوج الفتاة, حيث دسّ له السم ذات ليلة في الطعام الذي كان يتناوله,
فمرض الزوج ومات دون أن يعرف أحد السبب,
وقد أصرّت زوجته على دفنه في الحديقة, التي طالما اهتم بها قريبًا من البيت,
في الليلة ذاتها التي دفن بها الزوج, نبتت على حافة القبر زهرة تبدو كأنها عصفور,
لكن لونها كان رماديًا, ثم تحولت هذه الزهرة إلى طير طار إلى مزرعة رودريغو,
وأخذ يدق على نافذته كل ليلة, فجن, أما الزوجة المفجوعة, فلم تتحمل فراق زوجها,
فمرضت ثم ماتت, وقد طلبت أن تدفن في القبر نفسه مع زوجها. في الليلة ذاتها التي دُفنت فيها الزوجة الوفية,
تحولت الزهرة الرمادية إلى اللون البرتقالي,
حيث تفاجأ الجيران بهذه الزهرة التي تشبه العصفور,
ومنذ ذلك الحين عرفت زهرة (عصفور الجنة) بألوانها الرائعة.
...
النرجس
حسب الأسطورة اليونانية, فإن إحدى حوريات الغابة واسمها (الصدى),
قد وقعت بحب نرسيس الذي منحته الآلهة جمالاً فائقًا, وللحفاظ على جماله وشبابه,
لم يكن مفترضًا به أن يرى صورته معكوسة أبدا, لكنه كان مغرورًا,
فلم يأبه إلى عواطف (الصدى) التي كانت من شدة حبها له قد تلاشت ولم يبق منها إلا الصوت,
وشعرت الإلهة نمسيس بحال (الصدى) وقررت أن تثأر لها! فقادت نرسيس إلى بحيرة مضيئة,
وهناك رأى صورته فذبل واضمحل. لكن الإلهة اعتبرت أن نمسيس كانت قاسية في حكمها على نرسيس,
فقررت تحويله إلى زهرة, وهذه الزهرة ليست إلا النرجس.
...
إكليل الجبل
هناك أسطورة تقول إن صبية جميلة من صقلية, رفضت الخضوع للقهر والدمار,
حيث كانت صقلية ترزح لسيطرة (سيرس), وهو إله الدمار والخراب,
الذي يسبب ثورة البراكين وقتل الأشجار. فناشدت السكان رمي أنفسهم في البحر.
وأثناء سقوطها تحولت المرأة ذات العيون الزرقاء إلى زهرة إكليل الجبل,
وقد تعلقت بالمنحدر الصخري لتذكير الرجال بالتجديد المستمر لقوة الخير في العالم.
...
الياسمين
في أسطورة عربية تقول: إنه كان في قديم الزمان صبية بدوية تعيش في الصحراء اسمها ياسمين,
وكانت تغطي وجهها وشعرها بخمار شفاف, وفي يوم من الأيام, مر بتلك الصحراء أمير,
فلفتته تلك الفتاة المغطاة, وجذبه غموضها, فما كان منه إلا أن تقدم للزواج منها,
وبعد أن أصبحت زوجته وعاشت معه سنوات عدة في قصره,
وجدت نفسها ضجرةمن العيش سجينة ضمن جدران القصر,
وهي التي تعودت امتداد الصحراء اللامتناهي, فما كان منها إلا أن هربت إلى واحة خضراء,
وهناك خلعت خمارها معرضة وجهها للشمس,
فأخذت شيئا فشيئا تتحولإلى زهرة ذات رائحة شذية,
وهذه الزهرة, استمدت اسمها من اسم الصبية أي (ياسمين),
التي شعرت بالدفء والحرية,ومنذ ذلك التاريخ وزهرة الياسمين تعيش في المناطق الحارة
تذكّرنا بتلك الفتاة التي أحبّت الحرية والانطلاق أكثر من القصور